📁 آخر الأخبار

التبريد بالطاقة الشمسية: تقنية واعدة لتخفيف استهلاك الكهرباء

مقدمة: الحاجة المتصاعدة لحلول تبريد مستدامة

يشهد العالم زيادة ملحوظة في طلب تبريد الحيز والمعدات، خاصة في المناطق ذات المناخ الحار، ما أدى لزيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء. يمثل تكييف الهواء حاليًا ما يقرب من 20% من إجمالي استهلاك الكهرباء في المباني على مستوى العالم، ويُظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية أن هذا الاستهلاك في تزايد أسرع من أي استخدام آخر للطاقة في المباني، ومن المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2050 إذا لم تتخذ إجراءات فعالة لترشيد الاستهلاك. هذا النمو الهائل في طلب التبريد يضع ضغطًا كبيرًا على شبكات الكهرباء، خاصة خلال فترات الذروة في فصل الصيف، ما يؤدي لارتفاع فواتير الطاقة وزيادة خطر انقطاع التيار الكهربائي. علاوة على ذلك، يعتمد توليد الكهرباء تقليديًا على الوقود الأحفوري، مما يساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة وتفاقم مشكلة تغير المناخ.

التبريد بالطاقة الشمسية: تقنية واعدة لتخفيف استهلاك الكهرباء
 التبريد بالطاقة الشمسية: تقنية واعدة لتخفيف استهلاك الكهرباء

في ظل هذه التحديات المتزايدة، تبرز الحاجة الملحة لتطوير وتبني حلول تبريد مستدامة وصديقة للبيئة. يعتبر التبريد بالطاقة الشمسية تقنية واعدة تستخدم الطاقة الشمسية المتاحة بوفرة، خاصة خلال فترات ارتفاع الطلب على التبريد، لتوفير بديل نظيف ومستدام لأنظمة التبريد التقليدية. تتوافق فترة ذروة الإشعاع الشمسي بشكل كبير مع أوقات الحاجة القصوى للتبريد خلال فصل الصيف، ما يجعل الطاقة الشمسية مصدرًا مثاليًا لتشغيل أنظمة التبريد. يمكن لهذه التقنية أن تخفض بشكل كبير الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وانبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بها، بالإضافة إلى خفض تكاليف التشغيل على المدى الطويل.

أسس عمل تقنية التبريد بالطاقة الشمسية

تعتمد تقنية التبريد بالطاقة الشمسية على أسس الديناميكا الحرارية لتحقيق تأثير التبريد باستخدام مصدر حرارة خارجي، وهو الطاقة الشمسية. على غرار أنظمة التبريد التقليدية، يتم إنتاج البرودة من خلال تبخير مادة مبردة تمتص الحرارة من محيطها، ما يؤدي لانخفاض درجة الحرارة. ومع ذلك، يكمن الفرق الرئيسي في مصدر الطاقة المستخدم لتشغيل دورة التبريد؛ فبدلاً من الطاقة الكهربائية التي تعتمد عليها الأنظمة التقليدية، تستخدم أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية الطاقة الحرارية المستمدة من الشمس. يمكن تحقيق ذلك من خلال عدة دورات تبريد مختلفة:

دورة التبريد بالامتصاص: تعتمد هذه الدورة على استعمال مادة مبردة (مثل الماء أو الأمونيا) ومادة ماصة (مثل بروميد الليثيوم) في حلقة مغلقة. تتكون الدورة من أربعة مكونات رئيسية: الممتص، والمولد، والمكثف، والمبخر. في المولد، تعمل الحرارة المستمدة من جامعات الطاقة الشمسية على فصل المادة المبردة عن المادة الماصة عن طريق غليانها. ثم يتكثف بخار المادة المبردة في المكثف، ويتمدد في صمام التمدد، ويتبخر في المبخر، حيث يمتص الحرارة من الحيز المراد تبريده، ما ينتج تأثير التبريد. يعود بخار المادة المبردة بعد ذلك إلى الممتص، حيث يتم امتصاصه بواسطة المادة الماصة، ليكمل الدورة. تشمل أزواج المواد المبردة والماصة الشائعة الماء وبروميد الليثيوم، والأمونيا والماء.

نظام التبريد باستخدام المجففات: تستخدم هذه الأنظمة مواد تمتص الرطوبة (مجففات) لإزالة الرطوبة من الهواء. يتم استعمال الحرارة الشمسية لتجديد المجفف عن طريق طرد الرطوبة الممتصة. بعد إزالة الرطوبة، يتم تبريد الهواء المجفف باستخدام التبريد التبخيري. تعتبر أنظمة التبريد باستخدام المجففات فعالة بشكل خاص في المناخات الرطبة لأنها تتعامل بشكل أساسي مع أحمال التبريد الكامنة (إزالة الرطوبة).

الدورات الميكانيكية الشمسية: تستخدم هذه الأنظمة الحرارة الشمسية لتشغيل عملية ميكانيكية، مثل دورة رانكين، والتي بدورها تشغل نظام تبريد تقليدي بضغط البخار. يتم استخدام الحرارة الشمسية لتبخير سائل التشغيل (مثل البوتان أو البروبان) في دورة رانكين، والذي يدير بعد ذلك ضاغطًا في نظام تبريد تقليدي. هذه الطريقة تستعمل بشكل أساسي الطاقة الشمسية لتوليد العمل الميكانيكي اللازم للتبريد التقليدي.

أنواع أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية

يمكن تصنيف أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية بناءً على مصدر الطاقة المستخدم لتشغيلها إلى فئتين رئيسيتين:

أنظمة التبريد الحراري الشمسي: تستعمل هذه الأنظمة الحرارة الشمسية بشكل مباشر لتشغيل عملية التبريد. تعتمد هذه الأنظمة على جامعات الطاقة الشمسية لتحويل ضوء الشمس إلى طاقة حرارية، والتي تستخدم بعد ذلك لتشغيل دورات التبريد الحرارية مثل الامتصاص والامتزاز والتجفيف. تعتبر هذه الأنظمة مفيدة بشكل خاص لأن توفر الطاقة الحرارية الشمسية يتزامن غالبًا مع الحاجة إلى التبريد، ويمكنها استخدام أنواع مختلفة من جامعات الطاقة الشمسية اعتمادًا على درجة الحرارة المطلوبة.

أنظمة التبريد الكهربائي الشمسي: تستخدم هذه الأنظمة الكهرباء المولدة بواسطة الألواح الكهروضوئية الشمسية لتشغيل معدات التبريد الكهربائية التقليدية، مثل مكيفات الهواء بضغط البخار. تقوم الخلايا الكهروضوئية بتحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة تيار مستمر، والتي يمكن أن تشغل مباشرة ضاغط نظام ضغط البخار أو تشحن البطاريات للاستخدام لاحقًا. يستفيد هذا النهج من تكنولوجيا الخلايا الكهروضوئية الناضجة وأنظمة التبريد الكهربائية المتاحة على نطاق واسع، مما يوفر مرونة في تصميم النظام والتكامل مع البنية التحتية الكهربائية الحالية.

بالإضافة إلى هذه الفئات الرئيسية، توجد أنواع مختلفة من الأنظمة التفصيلية:

أنظمة تبريد الامتصاص الشمسي: يمكن أن تكون هذه الأنظمة ذات تأثير واحد أو تأثير مزدوج أو تأثير ثلاثي، بناءً على درجة حرارة مدخل الحرارة المطلوبة ومعامل الأداء (COP) الخاص بها. تتطلب أنظمة التأثير الواحد حرارة أقل (أقل من 100 درجة مئوية) ولها تكلفة أولية أقل، لكن أنظمة التأثير المزدوج والثلاثي توفر كفاءة أعلى ولكنها تتطلب درجات حرارة أعلى. تشمل أزواج المواد المبردة والماصة الشائعة الماء وبروميد الليثيوم والأمونيا والماء.

أنظمة تبريد الامتزاز الشمسي: تشبه هذه الأنظمة أنظمة الامتصاص ولكنها تستخدم مادة صلبة ماصة (مثل هلام السيليكا أو الزيوليت) لامتزاز المادة المبردة بدلاً من مادة سائلة ماصة. غالبًا ما تعمل هذه الأنظمة في دورات ذات مراحل امتزاز وإزالة امتزاز متناوبة. يمكن أن تعمل أنظمة الامتزاز مع درجات حرارة تجديد أقل مقارنة ببعض أنظمة الامتصاص وتستخدم مواد تشغيل صديقة للبيئة.

أنظمة تبريد التجفيف الشمسي: يمكن أن تكون هذه الأنظمة ذات دورة مفتوحة أو مغلقة، وتستخدم مجففات صلبة أو سائلة لإزالة الرطوبة من الهواء، يليها تبريد تبخيري. يتم استعمال الحرارة الشمسية لتجديد المجفف. تعتبر أنظمة تبريد التجفيف مناسبة بشكل خاص للمناخات ذات الرطوبة العالية ويمكن أن تحسن جودة الهواء الداخلي عن طريق زيادة تدفق الهواء النقي.

أنظمة تبريد الانضغاط الميكانيكي الشمسي: تستخدم هذه الأنظمة الطاقة الشمسية (إما حرارية عبر دورة رانكين أو كهربائية عبر الخلايا الكهروضوئية) لتشغيل دورة تبريد تقليدية قائمة على الضاغط. يمكن لهذا النهج استخدام تكنولوجيا التبريد القائمة والمتاحة على نطاق واسع ويمكن تشغيله بواسطة الطاقة الحرارية أو الكهروضوئية الشمسية.

أنظمة تبريد أخرى: تشمل التبريد الكهروحراري (تأثير بلتيير)، الذي يستخدم الكهرباء لإنشاء فرق في درجة الحرارة، والتبريد بالقاذف الشمسي، الذي يستخدم فوهة لإنشاء ضغط منخفض للتبخير والتبريد. هذه الخيارات أقل شيوعًا ولكنها قد تكون قابلة للتطبيق في تطبيقات محددة، حيث توفر مزايا مثل عدم وجود أجزاء متحركة (الكهروحراري) أو استعمال حرارة منخفضة الدرجة (القاذف).

فوائد وميزات استعمال التبريد بالطاقة الشمسية

يوفر استعمال التبريد بالطاقة الشمسية العديد من الفوائد والميزات الهامة مقارنة بأنظمة التبريد التقليدية:

تقليل كبير في استهلاك الكهرباء وتكاليف التشغيل: يقلل التبريد بالطاقة الشمسية بشكل كبير من الاعتماد على شبكة الكهرباء، مما يؤدي لانخفاض كبير في فواتير الطاقة وتكاليف التشغيل. يمكن أن تصل نسبة التوفير في تكاليف التبريد إلى 40-90%. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأنظمة التبريد بالطاقة الشمسية أن تساهم في تخفيف أحمال الذروة على شبكة الكهرباء وتوفير إمكانية التشغيل خارج الشبكة في المناطق النائية.

صديق للبيئة وتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة: يقلل التبريد بالطاقة الشمسية من استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، مما يؤدي إلى انخفاض انبعاثات الكربون وتقليل الأثر البيئي. تستخدم بعض الأنظمة مواد تبريد طبيعية ذات قدرة منخفضة على إحداث الاحترار العالمي، ما يجعلها خيارًا أكثر استدامة.

إمكانية التشغيل في المناطق النائية وخارج الشبكة: يمكن لأنظمة التبريد بالطاقة الشمسية أن تعمل بشكل مستقل عن شبكة الكهرباء، مما يجعلها مناسبة للمناطق النائية التي تعاني من محدودية الوصول إلى الشبكة أو عدم موثوقيتها. يمكن أن يؤدي استعمال أنظمة تخزين الطاقة (مثل البطاريات أو التخزين الحراري) إلى تعزيز قدرات التشغيل خارج الشبكة.

تخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري: من خلال استعمال الطاقة الشمسية، تخفف هذه الأنظمة من الاعتماد على موارد الوقود الأحفوري المحدودة لتلبية احتياجات التبريد، مما يساهم في تحقيق الاستقلال والأمن في مجال الطاقة.

إمكانية دمجها مع أنظمة التدفئة والتخزين الحراري: يمكن دمج بعض أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية مع أنظمة التدفئة الشمسية والتخزين الحراري، ما يسمح بالاستفادة من الطاقة الشمسية على مدار العام وتحسين كفاءة النظام. يمكن استعمال الطاقة الحرارية الزائدة لتسخين المياه للاستعمال المنزلي.

تطبيقات التبريد بالطاقة الشمسية في مختلف القطاعات

تتنوع تطبيقات التبريد بالطاقة الشمسية وتشمل مختلف القطاعات:

التطبيقات السكنية: يمكن استعمال أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية لتكييف المنازل باستعمال تقنيات مختلفة مثل الامتصاص والتجفيف وضغط البخار الذي يعمل بالطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استعمال الثلاجات والمجمدات التي تعمل بالطاقة الشمسية، خاصة في المنازل التي لا تتوفر فيها شبكة كهرباء.

التطبيقات التجارية: يمكن لأنظمة التبريد بالطاقة الشمسية أن تلبي احتياجات التبريد الكبيرة في المباني التجارية مثل المكاتب والمتاجر والمستشفيات والفنادق. تعتبر مبردات الامتصاص مناسبة بشكل خاص لأنظمة التبريد المركزية في هذه المباني.

التطبيقات الصناعية: يمكن استعمال التبريد بالطاقة الشمسية في العمليات الصناعية التي تتطلب درجات حرارة محددة، مثل الصناعات الكيميائية والألبان. كما يلعب التبريد بالطاقة الشمسية دورًا حاسمًا في حفظ المواد الغذائية والأدوية، خاصة في المناطق النائية أو النامية التي تعاني من عدم استقرار البنية التحتية للطاقة.

تطبيقات أخرى: تشمل تطبيقات أخرى تبريد المركبات، وتكييف الهواء بالطاقة الشمسية للبيوت المحمية الزراعية.

نوع التقنية

مصدر الطاقة

التطبيقات النموذجية

المزايا الرئيسية

العيوب الرئيسية

الامتصاص

حراري شمسي

تكييف سكني وتجاري وصناعي، تبريد

كفاءة عالية في بعض الأنظمة، مناسب للتبريد المركزي

تكلفة أولية عالية، يعتمد على درجة حرارة المصدر الحراري

الامتزاز

حراري شمسي

تكييف سكني وتجاري، تبريد

يعمل بدرجات حرارة منخفضة نسبيًا، مواد تشغيل صديقة للبيئة

معامل أداء منخفض نسبيًا

التجفيف

حراري شمسي

تكييف سكني وتجاري، إزالة الرطوبة

مناسب للمناخات الرطبة، يحسن جودة الهواء الداخلي

يتطلب تبريدًا إضافيًا بعد إزالة الرطوبة

ميكانيكي شمسي

حراري شمسي أو كهربائي شمسي

تكييف سكني وتجاري

يستخدم تكنولوجيا تقليدية معروفة

قد يتطلب درجات حرارة عالية أو كهرباء كبيرة

كهروحراري

كهربائي شمسي

تبريد صغير الحجم، تطبيقات متخصصة

لا يحتوي على أجزاء متحركة

كفاءة منخفضة، قدرة تبريد محدودة

القاذف

حراري شمسي

تكييف وتبريد

يستخدم حرارة منخفضة الدرجة

كفاءة منخفضة نسبيًا


موازنة أسعار التبريد بالطاقة الشمسية والأساليب التقليدية

عند عقد مقارنة بين تكلفة التبريد باستخدام الطاقة الشمسية وتلك المعتمدة على الطرق التقليدية، يجب أخذ عدة نقاط بعين الاعتبار:

التكاليف الأولية: عادة ما تكون التكاليف المبدئية لأنظمة التبريد التي تعمل بالطاقة الشمسية أعلى من نظيرتها في أنظمة تكييف الهواء التقليدية. يرجع هذا الاختلاف إلى سعر وحدات الطاقة الشمسية (سواء كانت ألواحًا ضوئية كهروضوئية أو مجمعات حرارية) والمبردات الشمسية بالإضافة إلى تجهيزات التركيب. يمكن أن تتباين أسعار الأنظمة الهجينة، وتتراوح بين 1000 إلى 4000 دولار، بينما يمكن أن تتراوح تكلفة مبردات الامتصاص ما بين 10000 و20000 دولار. أما أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) الشمسية الشاملة للمنازل، فقد تتكلف ما بين 3000 و10000 دولار أو أكثر.

مصروفات التشغيل: يساهم التبريد بالطاقة الشمسية في تقليل كبير لاستهلاك الكهرباء أو حتى إلغائه، مما يؤدي إلى تحقيق وفورات مهمة في فواتير الطاقة على المدى الطويل. قد تشتمل بعض الأنظمة على عدد أقل من الأجزاء المتحركة، مما قد يخفض تكاليف الصيانة. تشير التقارير إلى إمكانية تحقيق وفورات سنوية تتراوح بين 800 و1200 دولار في فواتير التبريد.

فترة استرداد التكلفة: تتفاوت فترة استعادة الاستثمار المحتملة في أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية عادة ما بين 5 إلى 10 سنوات، وهذا يعتمد على عوامل مثل أسعار الطاقة المحلية، كفاءة النظام، والحوافز المتوفرة. تشير بعض الدراسات إلى فترة استرداد قد تصل إلى 10 إلى 18 سنة.

المنح الحكومية: يمكن أن تساهم الحوافز الحكومية والبرامج، مثل الإعفاءات الضريبية والخصومات، في تخفيف التكاليف المبدئية المرتفعة لأنظمة التبريد بالطاقة الشمسية، مما يجعلها أكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية. على سبيل المثال، يسمح الائتمان الضريبي الفيدرالي للاستثمار في الطاقة الشمسية بخصم 30٪ من قيمة تركيب نظام الطاقة الشمسية من الضرائب الفيدرالية.

البند

التبريد بالطاقة الشمسية (تقديرات)

التبريد التقليدي (تقديرات)

تكلفة التركيب الأولية

3000 - 20000 دولار

1500 - 8000 دولار

متوسط التوفير السنوي في الطاقة

800 - 1200 دولار

لا يوجد توفير مباشر

متوسط تكلفة الطاقة السنوية

منخفض جدًا أو معدوم

500 - 2000 دولار (يختلف حسب الاستخدام والموقع)

فترة الاسترداد المقدرة

5 - 18 سنة

غير قابل للتطبيق

الحوافز الحكومية المحتملة

إعفاءات ضريبية، خصومات

لا توجد حوافز مباشرة للتبريد


التحديات التي تواجه اعتماد تقنية التبريد الشمسي

بالرغم من الميزات العديدة لأنظمة التبريد الشمسي، إلا أن هناك بعض التحديات التي تعيق انتشارها على نطاق واسع:

التكاليف الأولية المرتفعة: تعتبر التكلفة المبدئية العالية، بالمقارنة مع أنظمة التبريد التقليدية، عقبة رئيسية. للتغلب على هذا، يجب تطوير تقنيات لتقليل تكاليف التصنيع، بالإضافة إلى وضع سياسات وحوافز مالية لدعم هذه التقنية.

الاعتماد على توفر أشعة الشمس وكثافتها: تعتمد كفاءة أنظمة التبريد الشمسي بشكل مباشر على الإشعاع الشمسي. قد يؤثر الغطاء السحابي، والليل، والموقع الجغرافي (مثل خط العرض، والتلوث، والظروف الجوية) على أدائها وموثوقيتها. لذلك، هناك حاجة لحلول لتخزين الطاقة (مثل البطاريات أو التخزين الحراري) لضمان التشغيل المستمر.

كفاءة التحويل والتخزين الحالية: لا تزال كفاءة جامع الطاقة الشمسية ودورات التبريد (مثل الامتصاص والامتزاز) بحاجة إلى تحسينات إضافية. كما أن تقنيات تخزين الطاقة الحالية لديها قيود تتعلق بالتكلفة والقدرة والكفاءة. يمكن لتراكم الغبار على الألواح الشمسية أن يقلل أيضًا من أدائها.

متطلبات المساحة: غالبًا ما تتطلب عملية تركيب جامع الطاقة الشمسية مساحة كبيرة، مما قد يكون عائقًا للمباني التي تفتقر إلى مساحات واسعة على الأسطح، أو في البيئات الحضرية ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

الحاجة إلى تطوير مواد وتقنيات أكثر فعالية من حيث التكلفة والكفاءة: هناك حاجة مستمرة للبحث والتطوير بهدف تحسين المجففات ذات درجة الحرارة العالية، وجامعات الطاقة الشمسية ذات الكفاءة العالية (مثل التصميمات المسطحة والأنابيب المفرغة)، ومواد تخزين الطاقة الحرارية منخفضة التكلفة.

نقص الوعي والمعرفة: يمكن أن يؤدي عدم معرفة الناس بفوائد ومزايا التبريد الشمسي إلى إعاقة اعتماده بين المستخدمين المحتملين.

مستقبل وتطورات تقنية التبريد الشمسي

يشهد مجال التبريد الشمسي تطورات وابتكارات متتالية تهدف إلى تحسين كفاءة الأنظمة وتخفيض تكلفتها وتوسيع نطاق تطبيقاتها. تشمل هذه الابتكارات الأنظمة الكهروضوئية الحرارية الهجينة، والمبردات التي تعمل بالحرارة، والتبريد المغناطيسي، ومواد تغيير الطور لتخزين الطاقة الحرارية، بالإضافة إلى التبريد الكمي (الذي لا يزال في مرحلة البحث). كما يشهد استخدام الأنظمة الشمسية متوسطة الحرارة مع مبردات امتصاص ثنائية التأثير ازديادًا.

تشير التوقعات إلى نمو كبير في سوق التبريد الشمسي العالمي، حيث بلغت قيمة السوق 2.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023 ومن المتوقع أن تصل إلى 5.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.5%. تعد الاقتصادات الناشئة في دول الجنوب العالمي أسواقًا مستقبلية رئيسية نظرًا لزيادة الطلب على التبريد فيها.

يلعب البحث والتطوير دورًا حاسمًا في تحسين كفاءة وفعالية تكلفة أنظمة التبريد الشمسي. تركز الجهود البحثية الحالية على زيادة كفاءة الخلايا الكهروضوئية، بالإضافة إلى تحسين أنظمة التبريد بالامتصاص والامتزاز، ودورات الضغط التي تعمل بالطاقة الشمسية. كما أن تطوير جامعات طاقة شمسية عالية الكفاءة وذات حرارة مرتفعة ومجففات محسنة يمثلان مجالات تركيز رئيسية.

هناك أيضًا إمكانية لدمج التبريد الشمسي مع تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الرياح لإنشاء أنظمة طاقة أكثر مرونة واستدامة. يتم كذلك تطوير أنظمة هجينة تجمع بين الطاقة الحرارية الشمسية والكهروضوئية.

الخلاصة والتوصيات

يمثل التبريد الشمسي حلاً واعدًا وجذابًا بشكل متزايد لخفض استهلاك الكهرباء، وتخفيف التأثيرات البيئية للتبريد، خاصة في المناطق التي تتمتع بموارد شمسية وفيرة. ومع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على التبريد وزيادة المخاوف بشأن تغير المناخ، من المتوقع أن تلعب هذه التقنية دورًا مهمًا في تحقيق مستقبل أكثر استدامة.

لتسريع اعتماد تقنية التبريد الشمسي على نطاق واسع، يوصى بما يلي:

زيادة الدعم الحكومي من خلال الحوافز المالية والإعفاءات الضريبية والخصومات لتقليل التكلفة المبدئية.
زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين كفاءة وتكلفة تقنيات التبريد الشمسي وحلول تخزين الطاقة.
تنفيذ حملات توعية وبرامج تعليمية لتعريف المستخدمين المحتملين بفوائد ومزايا التبريد الشمسي.
تطوير مبادئ توجيهية موحدة وأفضل الممارسات لتصميم وتركيب وصيانة أنظمة التبريد الشمسي.
تشجيع التعاون بين المؤسسات البحثية والصناعة وصناع السياسات لتسريع تسويق واعتماد تكنولوجيا التبريد الشمسي على نطاق واسع.
التركيز على الاحتياجات والظروف المناخية الخاصة بكل منطقة من أجل تكييف حلول التبريد الشمسي الأكثر ملاءمة.

تعليقات